
ولهذا كانت مسيرة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- المعبِّرة عن حقيقة الإسلام، وعن مبادئ الإسلام، وعن قيم الإسلام، مسيرةً تحرريةً، مسيرةً مستقلةً، مسيرةً تكفر بالطاغوت وتؤمن بالله -سبحانه وتعالى- مسيرةً تبني الأمة المسلمة على أساسٍ من الاستقلال، وليس على أساسٍ من التبعية لأعدائها، ليس على أساسٍ من التبعية للطاغوت، والتكيف مع الطاغوت، والتحرك تحت ولاية الطاغوت، اليوم كل الذين يتحركون تحت الراية الأمريكية، ويوالون أمريكا، ويسعون إلى التحرك بأمتنا تحت ولاية أمريكا، إنهم جميعاً تحت ولاية الطاغوت، إنهم يتولون الطاغوت، وهذا غير مقبول أبداً في نهج الإسلام العظيم، الله يقول: {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء: الآية76]، والطاغوت هو مشروعٌ شيطانيٌ في الواقع البشري، هو يرتبط بالشيطان، ولهذا كان مرتبطاً في الآية المباركة {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ}.
نحن بحاجة إلى أن نلتفت من جديد إلى الإسلام كما هو في مبادئه العظيمة التي تكفل لنا أن نبني واقعنا على أساسٍ مستقل، ومتحرر من التبعية لأعدائنا، من الخضوع لولاية الطاغوت؛ حتى ننعم بولاية الله -سبحانه وتعالى- التي يخرجنا الله
اقراء المزيد